[right]أعرِفُ إنساناً في المسيح قبل أربع عشرة سنة أفي الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم. الله يعلم. إختطف هذا الى السماء الثالثة"
كنا في الغرفة حينما حدث لنا هذا الإختبار. إبتدأت الغرفة تمتلئ ثانية بنورٍ من حضور الرب. كان حضوره قويّاً حتى ملأ كل الغرفة. إمتلئت الغرفة بمجده وما أجمل أن يكون الإنسان قدامه. قال يسوع لنا: "يا أولادي، سأريكم الأن مملكتي، سنذهب الى مجدي" وفي الحال مسك كل واحد يد الأخر وبدأنا بالإرتفاع. نظرتُ الى الأسفل ولاحظتُ أننا نخرج من أجسادنا. وحال خروجنا من أجسادنا اُلبسنا رداءً أبيضاً وبدأنا بالإرتفاع بسرعة قصوى.
وصلنا الى مقدمة بوابة كانت المدخلُ الى ملكوت السموات. إندهشنا جميعاً لما حدث لنا. إننا لشاكرين أن يسوع إبن الله كان معنا، وبرفقته ملاكين لكل واحد منهما أربعة أجنحة. وبدأ الملاكان يتكلمان إلينا لكننا لم نفهم كلامهما. كانت لغتهما تختلف عن لغتنا، كما أنها لم تكُن مثل أيّ لغةٍ أخرى على الأرض. رحّبا هذان الملاكان بنا وفتحا البوابة الهائلة. فدخلنا ورأينا مكاناً رائعاً مع أشياء مختلفة كثيرة. حينما دخلنا الى هناك ملأ سلام كامل قلوبنا. يقول الإنجيل أن الله يعطينا سلام يفوق فَهْم كل البشرية (فيلبي 7:4).
أول شئ رأيته كان غزالاً لذا سألت أحد اصدقائي، "يا ساندرا هل تنظرين ذات الشئ الذي أنظرهُ؟ ولم تكن ساندرا تبكي أو تصرخ مثلما فعلت حينما كنا في الجحيم بل كانت تبتسم وقالت لي: "نعم يا إساو إنني أنظر غزالاً!" حينئذٍ عرفتُ أن كل شئ كان حقيقياً. كنا فعلاً في ملكوت السموات. نسينا كل الرعب الذي رأيناه في الجحيم. كنا في ذلك المكان نتمتع بمجد الله. تمشينا وأتينا الى المكان الذي تواجد فيه الغزال، وتواجدت خلفه شجرة ضخمة جداً. كان ذلك في مركز الفردوس.
يقول الإنجيل في رؤيا يوحنا 7:2 "من له اُذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من يغلب فساُعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله"
ترمز الشجرة الى يسوع لأن المسيح هو حياة أبدية. وكان خلف تلك الشجرة نهر من ماء صافٍ وكان نقيّاً وجميلاً لم نرى مثله على الأرض. كنا نريد فقط البقاء في ذلك المكان. قلنا للرب عدة مرات، "يا رب أرجوك، لا تدعنا نخرج من هذا المكان. نريد أن نكون هنا على الدوام! لا نريد العودة الى الارض" أجابنا الرب، "أنه من الضروري أن تعودوا لتعطوا شهادة عن كل الأشياء التي أعددتها لهؤلاء الذين يُحبونني لأني أتٍ قريباً جداً ومكافأتي معي"
حينما رأينا ذلك النهر، أسرعنا الى هناك ودخلنا فيه. وتذكّرنا ما هو مكتوب في الكتاب المقدس أنه من يؤمن بالرب تتدفق من بطنه أنهار ماء حي (يوحنا 38:7). وبدا لنا أنه تتواجد حياةٌ في ماء هذا النهر لذلك غطسنا فيه. وإستطعنا أن نتنفس إعتيادياً داخل وخارج الماء. وكان النهر عميقاً جداً وتواجدت فيه أسماك كثيرة بألوان متعددة. وكان النور داخل وخارج النهر طبيعياً ففي السماء لا ينشأ النور من مصدر معين، إذ أن كل شئ كان منيراً. ويذكر الكتاب المقدس بأن يسوع المسيح هو نور تلك المدينة (رؤيا 23:21). وبأيدينا إستطعنا إخراج بعض الأسماك خارج الماء لكنها لم تمت. لذا أسرعنا الى الرب وسألناه عن السبب. إبتسم الرب وأجاب بأنه لا يوجد موت في السماء، لا بكاء ولا وجع (رؤيا 4:21).
غادرنا النهر وإندفعنا الى كل مكان وجدناه، أردنا أن نلمس ونختبر كل شئ. أردنا أن نجلب كل شئ الى بيوتنا على الأرض لأننا إندهشنا جداً لما رأينا من أشياء في السماء. وبكل صراحة لا يمكننا وصف تلك الأمور بصورة كافية بكلماتٍ لعظمة الأشياء المتواجدة في ملكوت السموات (2 كورنثوس 12). رأينا هناك أشياء ليس بإمكاننا وصفها أبداً.
ثم جئنا الى مكان فسيح جداًٍ. مكاناً جميلاً ورائعاًً. كان المكان ممتلئاً بأحجار كريمة وذهب وزُمُرُّد وياقوت ولألِئ. كانت الأرضية معمولة من ذهب خالِصٍ. ومن هناك ذهبنا الى مكان تواجد فيه ثلاث كتبٍ كبيرة جداً. أول كتاب كان كتاب مقدس مُذّهبٌ. ويقول لنا سفر المزامير أن كلمة الله أبديّة وأنها باقية في السماء الى الأبد (مزمور 89:119). كنّا ننظرُ الى ذلك الكتاب المقدس الذهبي والضخم وكانت صفحاته وأياته وكل شئ فيه معمولاً من ذهبٍ خالصٍ.
أما الكتاب الثاني الذي رأيناه فكان أكبر من الكتاب المقدس. وكان مفتوحاً وكان ملاك جالس هناك يكتبُ بقلم داخل الكتاب. وإستطعنا بوجود الرب أن نقترب أكثر لرؤية ما يكتبه فرأيناه يكتب كل الأمور التي تحدث على الأرض. كل ما يحدث بضمنها تاريخ الحدث والساعة، كل شئ كان مسجلاًً هناك. وتم ذلك لكي تُنجز كلمة الرب التي تقول بأنه ستُفتح الكتب وستُحاكم الناس على الأرض بحسب أعمالها كما مكتوبٌ في تلك الكتب (رؤيا 12:20). وكان الملاك يكتب كل الأشياء التي كانت الناس تعملها على الارض، صلاحاً أم شراً، كما هو مكتوب.
جئنا الى المكان المتواجد فيه الكتاب الثالث. كان ذلك الكتاب أكبر من الكتاب السابق. وكان الكتاب الثالث مُغلقاً لكننا إقتربنا إليه ثم حملناه نحن السبعة معاً من مكانهِ بحسب أمر الرب ووضعناه على عمود.
كانت أعمدة السماء جميلة للغاية، لم تكن معمولة كتلك الموجودة على الأرض. كانت الأعمدة كجدائل ومعمولة من مختلف الأحجار الكريمة. كان قسماً منها معمولاً بألماس، وقسمٌ أخر بزُمُرُّد، وقسمٌ أخر معمولٌ بذهب خالصٍ وقسمٌ أخر معمولٌ من تركيبة أنواع مختلقة من الأحجار. إستطعت في تلك اللحظة أن أدرك أن الله هو فعلاً مالك كل الأشياء، كما مذكور في سفر حجي 8:2 "لي الفِضّة ولي الذهَبُ" فهمتُ أن الله غنيٌّ بصورة مطلقة وأنه يملك كل غِنى العالم. كما فهمتُ أن العالم كلهُ وبكل ما فيه عائِدٌ الى إلهنا، وأنه يريد إعطائها لكل الذين يطلبون بإيمان. إذ قال الرب في مزمور 8:2 "إسألني فاُعطيك الاُمم ميراثاً لك"
وكان الكتاب الذي وضعناه على العمود كبيراًً جداً لدرجة أنه عند تقليب صفحةٍ كان علينا أن نمشي بالصفحة الى الجهة الثانية من الكتاب. حاولنا أن نقرأ ما كان مكتوباً في ذلك الكتاب لأن الرب طلب منا ذلك. في البداية لم نتمكن من القراءة لأنه كان مكتوباً بحروف غريبة لم نستطيع فهمها، إذ كانت تختلف عن أي لغة أخرى على الأرض، فقد كانت شيئاً سماوياً تماماً. لكن بمساعدة الروح القدس وجدنا نِعمةً لفهمها. وكان الأمر وكأنه قد اُخذت ضمادة من أعيننا فاستطعنا فَهْم ما كان مكتوباً، إذ كان واضحاً وكأنه مكتوب بلغتنا.
وإستطعنا أن نرى نحن السبعة أسمائنا مكتوبة في ذلك الكتاب. قال لنا الرب إنه كتاب الحياة (رؤيا 5:3). ولاحظنا أن الأسماء المكتوبة فيه لم تكن الأسماء التي لنا على الأرض، فقد كانت أسماء جديدة، لذلك تُنجز كلمة الرب حينما تقول أنه سيعطينا إسماً جديداً لا يعرفه أحد إلا الشخص الذي يستلمه (رؤيا 17:2).
في السماء، إستطعنا لفظ أسمائنا، لكنه حالما اُرجعنا الى الأرض اُخذت من ذاكرتنا ومن قلوبنا. كلمة الرب أبديّة وينبغي أن تُنجز.
أيها الأصدقاء، يقول الكتاب المقدس لا تدع أحداً يأخذ إكليلك (رؤيا 11:3). لا تدع أحداً يغتصب أو يزيح ذلك المكان الذي قد أعدّه لك الأب. تتواجد في السماء الملايين من الأشياء الرائعة ليس بإمكاننا أن نُعبِّر عنها بشفاهنا، لكنني أريد أن أقول لك شيئاً وهو "أن الله ينتظرك!" على أية حال ذاك الذي يثابر الى المنتهى ذاك سيخلُص (مرقس 13:13).
[(الشهادة الثانية، أريل)
حينما بدأنا بالصعود الى ملكوت السموات، جئنا الى مكان جميل فيه أبواب رائعة. وكان في مقدمة هذه الأبواب ملاكين. بدأ الملاكان بالكلام لكن حديثهما كان ملائكياً فلم نستطع أن نفهم ما كان يقولانه، لكن الروح القدس أعطانا فهماً، إذ كانا يرحبان بنا. وضع الرب يسوع يده على الأبواب فانفتحت. إن لم يكن يسوع معنا لما كان بإمكاننا أبداً الدخول الى السماء.
زاد إعجابنا بِكل شئ في السماء. رأينا شجرة كبيرة هناك. يصف الكتاب المقدس هذه الشجرة بـ "شجرة الحياة" (رؤيا 7:2). ثم ذهبنا الى نهر ورأينا فيه الكثير من الأسماك. وإنذهلنا بكل شئ متواجد هناك فقررنا، أنا وأصدقائي، الدخول في الماء وصرنا نسبح تحت الماء. ورأينا الأسماك تنتقل من مكان الى أخر وهي تلاطف أجسادنا. لم تهرب الأسماك منا كما يحدث هنا على الأرض، فحضور الرب أهدأ جميع الأسماك، وكان لها ثقة بنا لأنها علمت بأننا لن نؤذيها. شعرتُ ببركة كبيرة وتعجبت إني أمسكت بسمكة وأخرجتها من الماء. والشئ الذي أدهشني أن السمكة كانت هادئة جداً ومتمتعة بحضور الرب حتى وهي بين يدي. ثم وضعت السمكة في الماء ثانية.
إستطعت من على بعدٍ رؤية خيول بيضاء في السماء، كما مذكور في كلمة الله في رؤيا 11:19 "ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالسُ عليه يدعى أميناً وصادقاً وبالعدل يحكمُ ويحاربُ" تلك الخيول هي ذات الخيول التي سيستخدمها الرب حينما يأتي الى الأرض ليأخذ شعبه، كنيسته. مشيت نحو الخيول وبدأت بملاطفتها، ثم تبعني الرب وسمح لي أن أمتطي أحدها. ولكني حين جرى الخيل وأنا على متنه شعرتُ بشئ لم يحدث لي أبداً على الأرض. بدأتُ أختبر السلام والحرية والمحبة والقداسة التي بإمكان الإنسان أن يحرزها في ذلك المكان الجميل. بدأت بالتمتع بكل شئ إستطاعت عيني رؤيته. ما كنت أريده هو التمتع بكل الأشياء في ذلك الفردوس الجميل الذي أعدّه لنا الله.
إستطعنا رؤية مائدة وليمة الزفاف المُعدّة سلفاً. ولم يكن للمائدة بداية أو نهاية. ورأينا الكراسي المُعدّة لنا. كما كانت هناك تيجان الحياة الأبدية المُعدّة لنا. رأينا الطعام الشهي المعدّ لكل أؤلئك المدعوين الى زفاف الخروف.
تواجدت هناك ملائكة ومعها أقمشة بيضاء لعباءات يُعدّها لنا الرب. إنذهلت وأنا أنظر كل هذه الأشياء. تقول لنا كلمة الله بأنه علينا أن نستلم ملكوت الله كأطفال صغار (متى 3:18). حينما كنا في السماء كنا مثل أطفال. صرنا نتمتع بكل الأشياء المتواجدة هناك من أزهار ومساكنٍ .. حتى أن الرب سمح لنا بالدخول في تلك المساكن.
ثم أخذنا الله الى مكان تواجد فيه الكثير من الأطفال. كان الرب في وسطهم وكان يلعب معهم. وأراد الرب أن يقضي وقتاً كافياً مع كل طفل وكان يتمتع بوجوده معهم. إقتربنا من يسوع وسألناه: "يا رب هل هذه هي الأطفال التي ستولد على الأرض؟" أجاب الرب: "لا، هذه هي الأطفال التي اُُجهِظت على الأرض" وعند سماعي ذلك الكلام شعرت بشئ فيّ هزّني.
بدأتُ أتذكر شيئاً عملته في الماضي حينما لم أكن أعرِف الرب. كنتُ على علاقة مع إمرأة ومن ثم حملت. حينما قالت لي أنها حامل، لم أعرف وقتها ما أفعله لذلك طلبت منها أن تعطيني بعض الوقت لأخذ قرار. ومضى الوقت، وحينما ذهبت إليها لأقول لها عن قراري كان الوقت متاخراً إذ كانت قد عمِلت إجهاضاً. ترك ذلك علامة في حياتي. وحتى عندما قبلت الرب في قلبي فأن ذلك الإجهاض كان شيئاً لم أستطع مسامحة نفسي عليه. لكن الله قام بعمل شئ في ذلك اليوم، فقد سمح لي بالدخول الى ذلك المكان وقال لي: "أريل، هل ترى تلك الفتاة التي هناك؟ تلك الفتاة هي إبنتك" حينما قال لي الرب ذلك، رأيتُ الفتاة، وشعرت بالجرح الموجود فيّ طوال تلك الفترة الطويلة قد بدأ بالشفاء. سمح لي الرب أن أقترب إليها واقتربت نحوي. فحملتها بين يدي ورأيت عيونها. سمعتُ كلمة واحدة من شفاهها "بابا" أدركت وشعرت أن الله كان قد رحمني وغفر لي، لكنه كان عليّ أن أتعلم مسامحة نفسي.
أيها الصديق، كل من يقرأ هذا الكلام، أريد أن أقول لك شيئاً واحداً. الله قد غفر خطاياك، عليك الأن أن تتعلم أن تغفر لنفسك. أشكر الله لسماحه لي مشاركة هذه الشهادة معك. "يا رب يسوع المسيح اُعطيك الكرامة والمجد"
هذه شهادة عن الرب. هو الذي سمح لنا بإستلام هذا الإعلان. أرجو من كل أخ من إخوتي يقرأ هذه الشهادة بأن يستلم أيضاً بركة هذه الشهادة وأن يأخذها معه ليبارك الأخرين.
الله يباركك.