أبونا بيشوي كامل
خادمة للبشرية
عند ذهابي للخدمة بمدينة لوس أنجيلوس عام 1970 طلب مني المتنيح القمص بيشوي كامل أن نزور أحد أحبائنا الإثيوبيين كنوع من المصالحة. سألته عن سبب غضبه، فقال لي أبونا الحبيب: "لقد غضب جدًا لأنني قلت في إحدى العظات إن السيدة العذراء أمنا أرادت أن تصير خادمة للبشر. لقد غضب قائلاً لي: كيف تقول عن الملكة أم ملك الملوك خادمة؟!"
بالفعل قمنا بزيارته، ولم يتركه أبونا حتى تصالح معه، موضحًا له أنه يحب السيدة العذراء، أم كل المؤمنين، الملكة السماوية، التي تفوق الشاروبيم والسيرافيم، وأنها شفيعته المحبوبة لديه جدًا.
تذكرت هذه القصة في ليلة خميس العهد هذا العام وأنا أتحدث عن يهوذا الذي تشاور مع القيادات اليهودية لتسليم سيده مطالبًا بثلاثين من الفضة ثمن عبدٍ. هذا ليس بالأمر العجيب إذ يصدر عن قلب محب للمال، ولكن ما يشدّ كل أعماقي أن سيد الكل وخالق الجميع احتل مركز آخر العبيد بإرادته.
كل عبد ينحني ليغسل أقدام الأسرة، سادته، يشعر بشيء من الذل والعار،
حاسبًا في أعماقه أنها إهانة لإنسانيته،
أما السيد المسيح فينحني بإرادته طالبًا من كل خاطئ أن يسمح له أن يمد قدميه المتسختين ليغسلهما.
إنه يترجى كل إنسان أن يقبل ذلك. هكذا يجد سيد الكل مسرته في عمل العبيد؛
لكنه وهو يغسل الأقدام بالمياه، يغسل القلوب بدمه الثمين!
أخذ شكل العبد وأطاع حتى الموت موت الصليب.
قبل العبودية الباذلة التي تفدي الغير بحياتها.
حاسبًا في أعماقه أنها إهانة لإنسانيته،
أما السيد المسيح فينحني بإرادته طالبًا من كل خاطئ أن يسمح له أن يمد قدميه المتسختين ليغسلهما.
إنه يترجى كل إنسان أن يقبل ذلك. هكذا يجد سيد الكل مسرته في عمل العبيد؛
لكنه وهو يغسل الأقدام بالمياه، يغسل القلوب بدمه الثمين!
أخذ شكل العبد وأطاع حتى الموت موت الصليب.
قبل العبودية الباذلة التي تفدي الغير بحياتها.
V قبلت أن تصير عبدًا،
يا من تنحني أمامك كل الخليقة السماوية!
تسألني أن أسلمك قدمي المتسختين،
تغسلهما بيديك أيها القدوس!
V اسمح لي أن أشاركك حبك.
اشتهي أن أستعبد نفسي معك للكل،
فأربح الكثيرين.
هب لي أن أدخل في سباق،
أركض نحوك، لعلي أصير معك عبدًا.
من كتاب أبونا تادرس يعقوب